تتمثل الحرية كعقيدة إجتماعية في حرية الناس في إختيارهم لنوع الحياة التي يحبونها متنافية تماما مع الديكتاتورية والتسلط وبالضرورة عن أحادية الفكر والإنصراف عن التعدد واختلاف الرأي، وارتبط مفهوم الحرية كمنهج فردي -الأقدم عهدا- بالنخبة من أهل المعرفة والثقافة الذين وجدوا في أنفسهم القدرة العقلية على الإكتشاف والإبتكار والنقد بلا قيد وقادهم ذلك بالضرورة إلى الكفاح من أجل نشر أفكارهم ومعتقداتهم..
يكشف لنا التأخر في ظهور مفهوم الحرية كعقيدة إجتماعية وتطبيقها فكريا وسياسيا عن اختلاط مفاهيم الحرية لدى النخبة المثقفة على مر العصور برغم اختلاف الأيديولوجيات والمعتقدات، فالفلاسفة الذين وضعوا كل شيء موضع المناقشة الحرة ظهروا قبل حق الانتخاب بقرون..
ولعل ما يظهر لنا من تأكيد بعض أصحاب الفكر على حقهم في عرض فكرهم واتخاذهم موقف المدافع عن تلك الأفكار حتى تصل للعامة يبدو موقفا شاذا إذ وضعنا في الإعتبار اتخاذهم وضع الدفاع عن استبداد وديكتاتورية تظهر جلية لكل ذي عقل سليم، وربما صار التعايش والمداهنة هي الصفات الأقرب لمواقف العديد من أفراد النخبة المثقفة التي اتخذونها بعد أن باتت تناقضاتهم واضحة للعيان..
كيف يثورون لحرية الرأي في نفس الوقت الذين يؤيدون فيه نظام يستبد برأيه ويصادر الحريات جميعا؟
كيف تزعجهم إلى هذا الحد مصادرة رأي كاتب واحد ولا تزعجهم مصادرة الدستور
واراء الناس جميعا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ظ