دروس وعبر من نملة سليمان ألا ليت لنا نملة (أنصح بالقراءة)

دروس وعبر من نملة سليمان عليه السلام

ألا ليت لنا نملة

قال تعالى في محكم التنزيل (وحشر سليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون ، حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون).

فقد كانت هذه النملة ذات حس وبصيرة فقد كانت أول من تنبه للخطر الداهم على مساكن النمل وكان باستطاعتها أن تنجو بنفسها ولا يهمها البقية الباقية من النمل ولم ينس تلك النملة هول ما رأت من عظمة ذلك الجند من إنذار بني جنسها وهذا يعلمنا أن لا حياة للشخص إلا بحياة قومه ولا خير لهم فيه إلا إذا شعر بأنه جزء منهم ثم هذه النملة كبيرة النمل كان عندها من بعد للنظر وصدق حدس وفراسة وقوة إحساس وسرعة إنذار وإدراك للأمور قبل وقوعها.

وقال المفسرون إن هذه النملة تكلمت بعدة وجوه بيانية : فقد تحدثت بأحد عشر جنسا من الكلام

فقد نادت وكنت ونبهت وخاطبت وأمرت ونصت وحذرت وخصصت وعممت ثم أشارت واعتذرت.

فالنداء(يا) والكناية (أي) والتنبيه (ها) والمخاطبة (النمل) والأمر (ادخلوا) والنص (مساكنكم) والتحذير(لا يحطمنكم)

والتخصيص(سليمان) والتعميم (جنوده) والإشارة ( وهم ) والاعتذار (لا يشعرون).

ألا ليت لنا نملة ! ! هذه نملة وفت لقومها وأدت نحوهم واجبها! ! !

فكيف الإنسان العاقل فيما يجب عليه نحو قومه ؟ !

هذه عظة بالغة لمن لا يهتم بأمور قومه ولا يؤدي واجبه نحوهم ولمن يرى الخطر داهمًا عليهم فيسكت ويتعامى أو لمن يقود الخطر إليهم ويصبه بيده عليهم.

آه ما أحوجنا معشر المسلمين إلى أمثال هذه النملة.

فيا لها من نملة ذكية ويا ليتنا نتعلم درسا منها في سرعة التنبه للأخطار والاهتمام بالآخرين قبل الاهتمام بالنفس.

ونحن إزاء نملة سليمان أمام ثلاث خوارق

الأولى/ معرفة سليمان لحديث النملة والثانية / معرفة النملة لجيش سليمان والثالثة/ ما كشفه العلم الحديث من أن جسم النملة أنه يحتوي على نسبة كبيرة من تكوينه من الزجاج لذا استخدم القرآن لفظة (يحطمنكم). دون غيرها لما فيها من الدقة العلمية.

ألا ليت لنا نملة.

مشكور يا خليل علي الموضوع الرائع